الدبري الشيخ ، العالم ، المسند ، الصدوق أبو يعقوب ، إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري : راوية عبد الرازق ، سمع تصانيفه منه في سنة عشر ومائتين باعتناء أبيه به ، وكان حدثا ، فإن مولده -على ما ذكره الخليلي- في سنة خمس وتسعين ومائة وسماعه صحيح .
حدث عنه : أبو عوانة الإسفراييني في "صحيحه" ، وخيثمة بن سليمان ، ومحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحمال ، ومحمد بن عبد الله النقوي وأبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي ، وأبو القاسم الطبراني ، وخلق كثير من المغاربة والرحالة .
قال ابن عدي : استصغر في عبد الرزاق ، أحضره أبوه عنده وهو صغير جدا فكان يقول : قرأنا على عبد الرزاق أي قرأ غيره ، وهو يسمع . قال : وحدث عنه بأحديث منكرة .
قلت : ساق له ابن عدي حديثا واحدا من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله ، فأين المناكير ؟ والرجل قد سمع كتبا ، فأداها كما سمعها ، ولعل النكارة من شيخه ، فإنه أضر بأخرة ، فالله أعلم .
قال الحاكم : سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري : أيدخل في الصحيح ؟ قال : إي والله ، هو صدوق ، ما رأيت فيه خلافا .
قلت : مات بصنعاء في سنة خمس وثمانين ومائتين وله تسعون سنة.
وألف القاضي أبو عبد الله بن مفرج كتابا في الحروف التي أخطأ فيها الدبري ، وصحف في "جامع" عبد الرزاق .
وقد كان المغاربة يدعون للدبري ، ويعدونه بأنهم يطوفون عنه ، إذا أتوا مكة ، ويعتمرون عنه ، فيسرّ بذلك .