كان مالكيا , فارتد إلى مذهب الباطنية , وصنف له أس الدعوة , ونبذ الدين وراء ظهره , وألف في المناقب والمثالب , ورد على أئمة الدين , وانسلخ من الإسلام , فسحقا له وبعدا .
ونافق الدولة لا بل وافقهم .
وكان ملازما للمعز أبي تميم منشئ القاهرة .
وله يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف , ونفس طويل في البحث , فكان علمه وبالا عليه .
وصنف في الرد على أبي حنيفة في الفقه , وعلى مالك , والشافعي , وانتصر لفقه أهل البيت , وله كتاب في اختلاف العلماء , وكتبه كبار مطولة .
وكان وافر الحشمة , عظيم الحرمة , في أولاده قضاة وكبراء . وانتقل إلى غير رضوان الله , بالقاهرة في رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مائة , ثم ولي ابنه علي قضاء الممالك .
ومات محمد والد أبي حنيفة سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة , بالقيروان عن مائة وأربع سنين . ويعد من الأذكياء .