كنت مرتبكًا جدا لدرجة أني لم أستطع أن أتحكم فيما أقوله أو أفعله, وبذل أن أقول للناذل أريد سكر أخطأت وقلت له أريد بعض الملح, لأني كنت مضطربا وقتها, ومع ذلك قررت أن أضع الملح في القهوة وأشربها لأني خجلت من العدول عن كلامي!! كنت سأخبرك بالحقيقة كاملة فيما بعد, لكن خفت أن تظني بأنّي بارع في الكذب ومتقن له, فعدلت عن الفكرة وقررت كتمها وعدم الكذب عليكِ مرة أخرى.
أمّا الآن فقد كبر سنِّي ورقّ عظمي وباتت أيامي معدودة, وأظن أنه أصبح من الواجب علي الآن أن أخبرك أن القهوة المالحة لها طعم غريب جدا, فأنا حقا لا أحبها !! لكن حبي لك كان أقوى من كراهيتي للقهوة لهذا تحملت طعمها ولم أندم يوما على شربي لها, فلو كتب الله لي حياةً أخرى معك بشرط أن أشرب القهوة المالحة لقبلت دون تردد.
والآن كل ما أتمناه من الله عز وجل أن يجمعنا في جنات الخلد ... فما لبتت أن أكملت القراءة حتى تبللت الرسالة بدموعها في أحد الأيام سألها أحد أبناءها : ما قصتك مع القهوة المالحة يا أمّي !؟ فردت عليه وفي عينيها بحر من الدموع : إنها على قلبي أحلى من السكر, إنها آخر ما تبقى من حلمي الذي آنقضى. ببساطة إنه الحب الحقيقي