ابن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم -وسالم هو الذي يقال له الحبلى لعظم بطنه- بن غنم بن عوف بن الخزرج ، الأنصاري الخزرجي ، المعروف والده بابن سلول المنافق المشهور ، وسلول الخزاعية هي والدة أبي المذكور.
وقد كان عبد الله بن عبد الله من سادة الصحابة وأخيارهم ، وكان اسمه الحباب ، وبه كان أبوه يكنى ، فغيره النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وسماه عبد الله .
شهد بدرا وما بعدها ، وذكر أبو عبد الله بن منده أن أنفه أصيب يوم أحد ، فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخذ أنفا من ذهب .
والأشبه في ذلك ما روي عن عائشة ، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه قال : ندرت ثنيتي فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أتخذ ثنية من ذهب .
استشهد عبد الله يوم اليمامة وقد مات أبوه سنة تسع ، فألبسه النبي -صلى الله عليه وسلم- قميصه وصلى عليه ، واستغفر له إكراما لولده ، حتى نزلت : وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ الآية [التوبة: 89]. وقد كان رئيسا مطاعا ، عزم أهل المدينة قبل أن يهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يملكوه عليهم ، فانحل أمره ، ولا حصل دنيا ولا آخرة ، نسأل الله العافية .